الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الترجي في مفترق طرق: "الدلال"..يهدّد أسطورة أجيال

نشر في  25 ماي 2016  (10:33)

قبل أربع جولات من نهاية سباق البطولة الوطنية المحترفة لكرة القدم، لا يجد الترجي الرياضي نفسه في أفضل حال وهو الذي يصارع من أجل اعادة اقتلاع مكان ضمن النسخة القادمة لدوري أبطال افريقيا بعد أن فقد الفريق مقود التحكّم في مصيره بخصوص التتويج باللقب الذي ابتعد منطقيا في انتظار حصاد ما تبقى من لقاءات وأولها كلاسيكو اليوم في رادس ضد "ليتوال"..
يحصل ذلك للعام الثاني على التوالي والذي يوشك خلاله الترجي على الخروج خالي الوفاض، كما أن حصاده الافريقي بات في تهاو واضح للعيان الا لدى من يصرّون في كل مناسبة على التضليل لغايات شخصية لا يعلمها الا الله، ففي ظرف خمس سنوات ترجّل الترجي من عرش دوري الأبطال ليخوض فيما بعد الدور النهائي ثم أقصي بعد سنة في الدور نصف النهائي ضد أورلاندو بيراتس ثم تلاه خروج من دوري المجموعات..وفي الموسم الفارط غادر الترجي من الدور ثمن النهائي ليلتحق بكأس الكنفدرالية ويعجز عن تخطي دوري المجموعات..أما في الموسم الحالي فان شيخ الأندية و"غول افريقيا"..غادر في صمت منذ الدور ثمن النهائي مكرر من كأس الكنفدرالية ضد مولدية بجاية الجزائري الذي لا يرتقي تاريخه الى مرتبة نصف ما حصده الترجي من أمجاد..
هذه الكبوة تلتها هزيمة أخرى محلية في صفاقس عسّرت من رهان التتويج وهي علامات واضحة تثبت أن الترجي ليس في أفضل حالاته، عكس من يعتمدون التبرير القائل ان الفريق بصدد تكوين نواة فريق عتيد، فالمطلع على تاريخ "المكشخة" يدرك أنها لم تتخل سابقا في موسمين متتاليين عن اللقب المحلي..وحتى ان حصل ذلك فان الظفر بألقاب اقليمية وقارية هوّن من وطأة الأمر، كما أن الأمر المفزع هو غياب الانتاج الخاص صلب الفريق -باستثناء المحيرصي- طبعا الا اذا اعتبرنا الجويني والشعلالي نوابغ كروية كما يصرّ البعض على تكرار الأمر والتسبّب للجماهير في الصداع بمثل هذه الاستنتاجات الواهية بمناسبة أو دونها ..
الترجي -وتحديدا رئيسه حمدي المدب- أنفق الكثير خلال الموسم الفارط لاعادة ترميم الصفوف، فجاء الجلاصي وبقير والمشاني والرجايبي وبن يوسف وبالبوا وسيسوكو وغينيدو (دون نسيان اللغز ايدوك الفاشل على طول) وبدرجة أقل الخنيسي بمبالغ مرتفعة تثبت أن الغاية واضحة وهي التتويج بعد نسخة رديئة جدا اشترك في تكوينها كلّ من دوسابر وبن يحيى ودي مورايس وأنيغو قبل أن يحلّ عمار الى الديار بحثا عن اعادة الاستقرار..
في مقابل ذلك كان حمدي المدب صريحا مع اللاعبين حين حمّلهم الدور المنوط بعهدتهم قبل الانطلاق في سباق البطولة خلال حصة التمارين الشهيرة بملعب الشاذلي زويتن تزامنا مع قدوم السويّح لتدريب الفريق، اذ دعاهم الى العمل واعادة الألقاب بعدما توفّرت كل ضمانات النجاح وأبرزها المنح والجرايات المتواترة في زمنها المفترض بلا تأخير مقارنة بفرق أخرى لا تضمن هذا العامل..دون الحديث عن تلك التي لا تملك حتى ميزانية مماثلة لقيمة عقود بعض نجوم الترجي...
ما يحصل الأن، ودون مزيد التعمق في الجوانب الفنية التي تبقى الادارة وأهل الاختصاص أولى بتقييمها خاصة مع تعاظم علامات الخوف التكتيكي والفلسفة المتواصلة لعمار السويح وهو الذي نطق بتصريح غريب حين قال ان تعادل الترجي في صفاقس سيكون بمثابة الانتصار في مفعوله وقيمته..وهذا ان كان يلخّص كل شيء عن حال الترجي راهنا، فانه يدعو الى الانتباه جراء استشراء حالة من "الدلال المفرط'" يبدو أن بعض اللاعبين لم يتبيّنوا حق قيمتها..لأن الأمر تحول الى ما يشبه اللامبالاة من قبل نجوم خرجوا عن النص وغاب عنهم الانضباط أحيانا..وأخرين اكتفوا بالحضور المناسباتي وغابت اضاتفهم المرجوّة حين كان الترجيون ينتظرون ثورة أصحاب الجرايات المنتفخة..والثابت أن المدب لن يقف مجددا مكتوف الأيدي ازاء ما يحصل في ناد تعوّد على الأمجاد ولن يرضى بأنصاف الحلول..
صحيح أن رئيس النادي خالف كل الانتظارات اثر كبوة رادس ضد بجاية حين نزل الى حجرات الملابس في خطاب تحفيزي وهادىء داعيا زملاء بن شريفية الى نسيان الاقصاء والالتفات الى البطولة..غير أن ما يجري يوحي بتغييرات راديكالية قد تعصف بالكثير ممن انتهت مدة صلوحيتهم الكروية والفنية وحانت أوان محاسبتهم..

طارق العصادي